أيُّهذا الضجر النّابتُ تحت المسامّ!
هبْك منّي سرابَة الوقت، يركبُ
أفراسَ الصّهيل
والركْض،
وحروفٌ-كالاشْفَى- يرتقْنَ
خاصرة الصّمت
بالهمس
وعري الصبْوة المُشْتهاة !
كل المَنافذ موصَدَةٌ
والجولة الأخيرة تنْتَهي هاهُنا؛
حيث تتأَوّدُ القَهْوةُ في قيعَان كُؤُوسها
وحيث لازال على الشّفاه
لسٌّ
دافيء
وقليل من نكهة التّعب.
- نخْبك قارئي !
أنت أحقّ ببلح الغناء منّي
ويكفيكَ ما لسْت أعني:
دهشـةٌ
وشطْـحٌ
ودوَارٌ خفيف.
للقارئ أن يجلس منتشياً إلى الحبر
واللهفة
الحرى...
كما تفعل، عادة، الذكريات
تدنو
وتبتعد
- مثل قناديل واهنة -
معلقة من كوعيها
وتفيض
وئيدا
وئيدا
تحت قدمينا.
للقارئ أن يستعمل منظارا مكَبّراً،
يفتحُ عيْناً
ويشدُّ الأخرى
مثل الفلَكيين
يتربّصون
أنين النُّجيْمَات، تصنعُ
دَواليها
من دمنَا
ودم
الغزَال
يطأ – بحافرتَيْه الهُلاَميَتَيْن –
صدْر سماء
تعْرَى !
للقارئ أن يداري بيديه، معاً
شظايا
لغْم
طائش
- ينفجر ملء شدْقَيْه –
كلما أنْشَب نابَه
عميقاً
في لَحْم
القصيدة.
: تلكم إذن خدعةُ حرب خائبة !
للقارئ أن يهمس في أُذن البحر؛
-أي ريح تَتَرية
تغْزُونا !
وتقوّض شكل الماء فينا...
نرحلُ :
فتقْتَفينا
نبْقى :
فتوغرُ صدْر الليل
برائحة
تؤَجّج
نار الطين فينـا
وتَمْلَؤُه
حنينـاً
للقارئ أن يسرق من الوقت قبّعَتَه
أو يُواريها
تحت
الجلد
كما تفْعلُ نمْلاتٌ حكيمَات...
وحينَ تعْرُونَا الدّهشة لذاك،
يبْتَسمُ
-محْرَجا –
في وُجُوهنا
ويصفّق.. !
تبّا لممانعة النُّحَاة...
ما هكذا تشَدُّ أسماؤنا إلى المشاجب،
مُشْرَئبّين
جهَة الشّرْق المثْخن
بقروسطويتنا
المميتة.
جهارا نصطليك أيّهذَا النّثْر الخلاسي
جسداً
بلا ملْمح،
وريحاً كثيفة، تكْفي
لانْعطافك(...)
أو لكَيْ- تُؤْوينا - من بَعْدكَ
خرائطُ
من لغَة سماوية، نمحوها
بلُهَاثنا
كلّما همّت بأَقْدامنا
ظلالُ
قافلة
من الصّعْتَر...
وفطْر
الطريق.